[size=12]أينما أذهب هنا لا أجد إلا الملل والقرف واليأس والإحباط هو السمة المميزة لمعظم الشباب ،ففي غزة لا يوجد إلا الشعارات الرنانة ، ولا أجد إلا انتحار الأحلام والطموحات والفقر منتشر كالوباء..واجد نفسي انه لا خيار أمامي إلا أن أودع الدنيا من جديد...واضطر أن ارحل إلي عالم بعيد ...عالم واحد ووحيد ...عالم لا يوجد فيه سوى البعيد ...فانا سئمت من سهر الليالي وسئمت من تأمل خوفها ... فأنا كغيري من شباب غزة أصبحت اشرب البحر كله ولا ارتوي ...فلم يبقي معي إلا مصباح الليالي الذي سكن قلبي بعد انتحار مشاعري أمام لغة التخوين والتكفير ....آه يا غزة لماذا تفعلي ذلك بأبنائك فهاهي رمال السوافي لونت بالدم الأحمر ....فلم يبقي يا غزة أمامنا إلا الصراخ وأي صراخ هو صراخ العجزة مع الأيام ...آه يا غزة لماذا تركتي شبابك بين القبور الصامتة وبين أشباح النهار الدامس ...
[/size]يا غزة ...تأملي وجوه شبابك العابسة ...ستجديهم سئموا الحياة وما فيها .. سئموا تلك الوجوه الصاخبة .. سئموا تلك الشعارات الزائفة ....
يا غزة ...انظري إلي الشط الحزين ...إلي الأهداف المبعثرة ...إلي الصخور الباكية
آه يا غزة ما لكي قاسية ...مالكي صامته ...لماذا تريدي أن تقتلي شبابك
انهضي يا غزة من موتك ومن صمتك وكوني الحضن الدافئ لشبابك
يا غزة ارحمي شبابك النازف علي بهرك الصامت
يا غزة شبابك يموت وأنتي ساكنة
إلي متى يا غزة... إلي متى يا غزة... إلي متى يا غزة... إلي متى يا غزة ...